»مبارك« يختلف عن »عبدالناصر« والسادات!!
الذي يستمع الي خطب وأحاديث الرئيس حسني مبارك منذ توليه الحكم قبل 28 عاماً.. لن
يبذل جهداً ذهنياً، وتركيزاً عالياً حتي يكتشف ان الرئيس مبارك لم يخطئ في حق زعيم عربي
مهما بلغت الاساءات والإهانات والاتهامات التي ظهرت ضد الرئيس مبارك في بعض العواصم
العربية!. إننا مازلنا نذكر خطب وأحاديث الرئيسين الراحلين جمال عبدالناصر وأنور السادات
!. تحدث الأول عن زعيم عربي باسم أمه، وهذا زعيم عربي آخر بـ»نتف« ذقنه.. وهذا
الزعيم قدم لمصر والعالم العربي ما لم يقدمه »عبدالناصر« نفسه طوال سنوات حكمه!. ولن
ننسي احدي خطب الراحل أنور السادات الذي راح يتهكم علي بعض الزعماء العرب، وأطلق
علي أحدهم رتبة »الشاويش«. ووصف آخر بأنه أرسل إليه رسالة »أطول« منه!. وحقيقة..
لم نسمع من الرئيس مبارك تهكماً أو سخرية أو سباً أو قذف زعيم عربي رغم خروج بعض
الزعماء العرب عن حدود الأدب واللياقة والذوق في تعاملهم مع الرئيس مبارك، الذي تجاهل
هؤلاء جميعاً، ولم يتناولهم بأسلوبهم سواء بالتصريح أو التلميح!. وعندما تحدث الرئيس مبارك
في خطابه الأخير عن الأزمة التي افتعلها بعض الزعماء العرب خلال الاعتداء الإسرائيلي علي
قطاع غزة.. لم ينتقد زعيماً أو أمير أورئيساً عربياً، ومنهم من اتهم الرئيس مبارك بالتواطؤ
والتآمر علي القضية الفلسطينية!. ومن حق الرئيس مبارك أن يتساءل عن الدعم الذي قدمه
هؤلاء للقضية الفلسطينية منذ نكبة 1948 عندما تواجد هؤلاء في خيام بالصحراء قبل أن
تعرف بلادهم البترول الذي جعل منهم »بني آدمين«!. ومن حق الرئيس مبارك أيضاً، أن يرد
الإهانة بإهانة، والاتهام باتهام. ولم يفعل هذا أو ذاك!. وتحدث في خطابه الأخير خلال
احتفالات عيد الشرطة باسم كل مصري يري أن بلادنا قدمت للقضية الفلسطينية ما لم تقدمه
دولة عربية أخري.. قال الرئيس: إننا خضنا أربع حروب، وقدمنا الشهداء والدعم المادي!.
ولم تقدم دولة عربية واحدة مثل هذه التضحيات الجسيمة التي يدفع المصريون الآن فاتورتها في
أزمات اقتصادية، وسكانية وخدمية، كما لم يتحقق للمصريين الازدهار والتنمية اللذان تراهما
الآن في معظم الدول العربية التي عرفت النظام السياسي منذ أربعة أو خمسة عقود من الزمان!.
وأعلن الرئيس مبارك انه لم يخضع للابتزاز من بعض الدول العربية التي تجيد الجعجعة
والصوت العالي، وأعلن أيضاً.. عدم استدراجنا الي حرب مثل الذي حدثت عام 1967 عندما
استدرجوا الي حرب وهزيمة!. فقد راح راديو الأردن يستفز الرئيس الراحل عبدالناصر،
ويتهمه بالاحتماء خلف القوات الدولية المرابطة علي حدودنا مع اسرائيل، وشرب »عبدالناصر
« الطعم، وأمر بسحب القوات الدولية.. وهذا معناه إعلان الحرب علي إسرائل، تم استدرجه
الأشقاء السوريون والأصدقاء السوفيت عندما أبلغوه بأن هناك هجوماً إسرائيلياً متوقعاً علي
سوريا، وخاض »عبدالناصر« حرباً.. خسرنا فيها كل شيء، ومازلنا ندفع ثمنها، واحتلت
إسرائيل خلالها أراضي ثلاث دول عربية من بينهما سيناء التي تمثل ثلث مساحة مصر!!.
وأعجبني أيضاً في خطاب الرئيس مبارك، انه لم يفضح تورط أنظمة سياسية عربية شقيقة جداً
في تنظيم مظاهرات ضد مصر خلال الاعتداء الإسرائيلي في محاولة لتصفية حساباتهم مع
النظام المصري الذي قدم لها النصح والارشاد لاحتواء أزمة دولية قادمة بين نظام هذا البلد
والمجتمع الدولي والأمم المتحدة!. ودفع هذا النظام العربي بالمتظاهرين للهتاف ضد الرئيس
، والاعتداء علي السفارة المصرية في عاصمة البلد!. ولم يكن السبب الاعتداء الاسرائيلي علي
غزة، بل تصفية حسابات مع النظام المصري!. ولم يفضح الرئيس مبارك محاولات بعض
الدول العربية التي لم تفعل شيئاً طوال الاعتداء الاسرائيلي، وطلبت من مصر ارسال الجرحي
الفلسطينيين اليها لعلاجهم في مستشفيات. ولم تلتفت مصر الي هؤلاء، وعالجت الجرحي
الفلسطينيين في مستشفياتها، وأرسلت الي السعودية العديد من الجرحي تقديراً لمواقفها الخالدة
المؤيدة لمصر.