هموم مصرية
أخطر مهمة أمام حكومة نظيف
الحكومة الآن أمام منعطف شديد الخطورة.. حقيقة المشكلة قديمة ولم تتسبب فيها الحكومة
الحالية الا بنسبة قليلة.. ولكن مسئوليتها تقع لعدم اتخاذها ما يكفي من خطوات للتخفيف منها..
القضية هي البطالة.. والمشكلة أن النسبة الاكبرمنها تقع بين المتعلمين، والجامعيين بالذات،
وبعدهم التعليم المتوسط.. والمشكلة الجديدة الآن: عالمية.. تضرب الدول الغنية والفقيرة علي
حد سواء واذا كانت الحكومات الغنية قادرة علي تقديم معونات مالية، وغذائية.. ورواتب
للعاطلين، فإن الحكومات الفقيرة تعجز عن ذلك.. مما يؤدي الي مشاكل، بل وثورات اجتماعية.
** وقد ضربت الازمة المالية العالمية، التي بدأت عقارية، الدول الغنية.. وفي أمريكا يزداد
عدد الواقفين في طوابير العاطلين كل يوم. وزحفت الازمة إلي كل بيت.. وضربت حتي
الصناعات التي تمثل الرخاء مثل صناعات السيارات وأجهزة الرفاهية وقدمت واشنطون دعماً
مالياً كبيراً لشركات السيارات حتي لاتفلس، أو تغلق أبوابها. ** وفي أوروبا نفس المشكلة
حتي أن الحكومات تقدم مساهمات مالية كبيرة لمن يشتري سيارة جديدة.. بل وتقدم قروضاً
بدون فوائد لذلك.. وفي اليابان المنافس الاكبر تهدد الازمة اكبر شركة للسيارات في اليابان..
بل ان الصين - هذا الغول الاقتصادي الذي كان يسابق الزمن- معرض الآن إلي أزمة
طاحنة، بعضها غذائي بسبب الجفاف الذي يضرب الصين للعام الثاني.. واكثرها بسبب
انخفاض صادراتها المتوقع في ظل الازمة العالمية.. وسوف تتبعها كوريا الجنوبية، الذي كان
اقتصادها يسابق العالم. ** وها هي دول الخليج -والدول البترولية عموماً- تعاني من أزمة
مالية طاحنة بعد أن هبط سعر البترول الي الثلث.. ولهذا انخفضت عائدات هذه الدول. وكانت
برامج التنمية فيها هي الأعلي في العالم كله.. ونتيجة لانخفاض اسعار البترول اضطرت دول
الخليج الي خفض مشروعاتها، ومن المؤكد أن إمارة دبي التي كانت الأعلي في معدل التنمية،
خصوصاً العقارية والبنية الاساسية -أصبحت هي الاكثر تأثراً بالأزمة الحالية. ونتيجة لهذه
الاسباب قلصت هذه الدول من حجم مشروعاتها.. واضطرت الي إنهاء عقود النسبة الاكبر من
العاملين لديها.. وبذلك ضربت الازمة العمالة العربية والاسيوية معاً في هذه الدول.. **
والآن هذه الدول كانت تمثل باب الأمل والحلم أمام العمالة المصرية.. فإن هذه العمالة ضربت
في مقتل.. والحديث هنا لا يتوقف عند العمالة اليدوية من عمال بناء وديكورات وعمال
صناعات أخذت تشق طريقها هناك - ومنطقة جبل علي في دبي نموذج واضح- ولكن الازمة
ضربت- هناك- العمالة المتعلمة من مهندسين إلي أطباء الي محاسبين الي مدرسين فضلاً عن
العمالة الفنية العالية، وبالذات العاملين في الخدمات مثل الفنادق والقري السياحية والمطاعم.
** وبالتالي أخذت هذه الدول البترولية تطرد نسبة كبيرة من هذه العمالة.. وحتي ان حصل
هؤلاء علي مكافآت نهاية الخدمة وبدلات الفصل التعسفي الاضطراري هذا، إلا أن معظم هذه
العمالة كانت قد تركت أعمالها في مصر، اللهم الا حصة قليلة ممن حصلوا علي اجازات بدون مرتب.. وهؤلاء قادمون.. ويواكب ذلك، في الخارج، انكماش وأزمة في الداخل.. وسوف
نسمع قريباً عن إغلاق بعض المصانع.. وتوقف الكثير من الخدمات وبالتالي الاستغناء عن
أعداد رهيبة من العمالة سوف تجد نفسها في الطريق.. بلا عمل. ** واقترح - من الآن-
علي الحكومة أن تشكل لجاناً عالية الجودة لوضع حلول عاجلة لتعاظم أزمة البطالة التي باتت
علي الأبواب.. وربما يكون ذلك بتقديم كوبونات طعام وبدل بطالة، كما يفعل غيرنا.. ولكن
الاهم هو التفكير في مشروعات تمتص نسبة كبيرة من البطالة القادمة.. ** وهذا مجرد
جرس إنذار لما سيقع في مصر.