هموم مصرية
الحضري.. وتنفيذ حكم الإعدام!
عام كامل مر علي هوجة عصام الحضري، عندما هرب من الأهلي ناديه العريق إلي نادي
سيون السويسري من أجل المال: يورو.. أو سويسري.. أو دولار.. وهاج الأهلاوية وثاروا..
اعتبروا مسلك الحضري خروجاً علي تقاليد الأهلي ولاعبيه.. وطالبوا بإسقاطه بل ومحاكمته وأحالوا قضيته إلي اتحاد الكرة.. ولولا تدخل شخصيات هامة في القضية لكان قد تم سحل
الحضري، أو إعدامه كروياً.. ولم يضع واحد من الجلادين نفسه مكان اللاعب، الذي أراد أن
يؤمن ما بقي من عمره الرياضي في الملاعب رغم أنه »كان« قد حصل علي حصة كبيرة في
أعقاب فوز مصر بكأس الأمم الأفريقية.. ** وأراد الحضري أن يستثمر فوزه بلقب أحسن
حارس مرمي في قارة أفريقيا.. فكان ما كان من توقيعه لعقد مع نادي سيون السويسري الذي
يلعب في مؤخرة ترتيب الدوري السويسري.. ولكن الحضري خضع لعملية خداع من السمسار
الذي أقنعه بالتوقيع وأقنعه بأن نادي سيون خطوة للتعاقد مع نادي ليون الفرنسي ـ بطل الدوري
الفرنسي.. وسواء كان ذلك سليماً أو مخالفاً للحقيقة.. إلا أن الحضري فقد بريقه منذ ترك النادي
الأهلي وكأن النادي الأهلي هو المانح العاطي.. وهو الذي »يلمع« اللاعب.. ويزيده بريقاً..
** المهم دخل الحضري دائرة النسيان.. ووجد نفسه لأول مرة علي دكة الاحتياطي، ليس في
الملاعب فقط.. بل في الإعلام. ولم يجد اللاعب إلا أن يعود إلي جمهوره المصري لعل وعسي
يغفر له ما ارتكب في حق نفسه.. وحق ناديه.. وحق الرياضة في مصر.. ولقد كنت في مقدمة
الذين دافعوا عن الحضري.. لأن عمر اللاعب في مصر قصير.. وسرعان ما تنساه الجماهير
خصوصاً إذا لم يكن مؤهلاً.. أو لم يكن صاحب مال أو نفوذ أو جاه.. أو لم يدرس التدريب ولا
الإدارة. ** وهكذا وجد الحضري نفسه ـ مع تقدم عمره- وبلغ 36 عاماً- أنه كالراقص علي
السلم.. لا هو صعد إلي القمة.. ولا هو عاد إلي الطابق الأول.. فكان قراره البحث عن فريق
مصري محترم يعود للجمهور المصري من خلاله.. ووجد الحضري نفسه في مأزق خصوصاً
وأن هناك عقوبة دولية ينتظر أن تصدر ضده.. سواء بالإيقاف أو الشطب فضلاً عن الغرامة
المالية.. فماذا يفعل الحضري ابن قرية كفر البطيخ بمحافظة دمياط.. ** والسؤال: هل أخطأ
الحضري عندما أراد أن يؤمن يومه وغده، هو وأسرته.. أو أنه لم يقدر قوة وعزم النادي
الأهلي، الذي أصبح ـ وله الحق ـ الصوت الأعلي في كل نشاط رياضي في مصر.. لقد اتخذ
الحضري قراره منفرداً.. ولو كان قد سأل أو استشار أحداً فربما نصح بعدم ترك تاج الأهلي
الذي وضعه علي رأسه لعدة سنوات.. ** وهل يصدر الأهلي »عفواً« عن الحضري
ليستأنف نشاطه في أي ناد مصري، خصوصاً وأن »الإسماعيلي« الذي يسعي للتعاقد معه
يخشي حكم الفيفا سواء بالإيقاف أو الغرامة.. فهل يكفي ما حدث للحضري أم أن هناك إصراراً
مع الترصد علي قتله.. وعدم عودته للملاعب من جديد؟!
منقول عن جريدة الوفد